تم استجواب عينة عشوائية تتألف من 619 مريضا (ذكور- إناث) و من مختلف الأعمار و الثقافات و المهن من مراجعي عيادات كليات طب الأسنان في جامعات دمشق و حلب و البعث و تشرين ، من خلال استبيان يبين الآراء تجاه تدابير مكافحة انتقال العدوى في الممارسة السنية.
أسفرت النتائج أن 90.1 % من المرضى يتوقع أن يرتدي طبيب الأسنان القفازات , و توقع 87.75 من المرضى أن يرتدي الأطباء أقنعة الوجه , بينما توقع 39.9% من المرضى أن يرتدي الأطباء النظارات الواقية . و قد كان معظم المرضى يعتقدون أن القفازات تحمي المرضى بينما الأقنعة و النظارات تحمي الأطباء . لوحظ أن مرضى جامعة تشرين و المرضى الأعلى مستوى تعليمي كانوا أكثر من غيرهم معرفة بتدابير السيطرة على الانتان .
المواد والطُرق: تم استجواب عينة عشوائية (Random Sample) تتألف من 619 شخصا (ذكور- إناث) و من مختلف الأعمار و الثقافات و المهن من مراجعي عيادات كليات طب الأسنان في جامعات دمشق و حلب و البعث و تشرين ، و قد تم مقابلة أفراد العينة في أماكن الانتظار مستخدمين استبيانا يُعطى لكل شخص منهم على حدة و تم شرح مضمون هذا الاستبيان لهؤلاء المرضى دون التدخل بآرائهم و إجاباتهم .
يتألف الاستبيان من سلسلة من الأسئلة تبين الآراء تجاه تدابير مكافحة انتقال العدوى في الممارسة السنية والخطورة المتوقعة لانتقال الإنتان خلال المعالجة السنية .( الاستبيان موجود في الملحق )
جمعت هذه البيانات و تم تحليلها إحصائياً ..
المناقشة في هذه الدراسة توقع 90.1% من المرضى أن يرتدي طبيب الأسنان القفازات و هذه النتيجة هي الأعلى مقارنة مع دراسات سابقة لمرضى الولايات المتحدة و المملكة المتحدة و مثال عليها دراسة Yorden (20) : 87% و دراسة Burke (21) و زملائه : 84% و دراسة Gerbert (22) و زملائه : 76% و دراسة Bowden (23)و زملائه: 70% و دراسة Maguire (17) و زملائه: 69% و دراسة Samaranyake و McDonald (19) : 60% و دراسة Mousa (24) على عينة مؤلفة من 460 مريضا في مصر : 90% .
و هذا يدل على ارتفاع مستوى الوعي لحتمية ارتداء القفازات في جميع جوانب و حالات طب الأسنان الروتيني و هذا رأي 95.8% من حمله الشهادة الجامعية و 80.4 % من المرضى الأميين في هذه الدراسة , و ربما يمكننا أن نعزو سبب هذه النسبة المرتفعة إلى كون دراستنا هي الأحدث بين الدراسات المذكورة و ما لعبته وسائل الإعلام و الثقافة من دور هام في نشر المعرفة حول أهمية مكافحة العدوى .
كما توقع 87.7% من مرضى هذه الدراسة ضرورة ارتداء طبيب الأسنان لكمامة الوجه بشكل روتيني و هذه النتيجة أيضا هي أعلى مما سجله العالم Bowden : 56% و كذلك أعلى مما سجلته دراسة Mousa : 72% . و في حين أيد 76.9% من المرضى المراجعين لجامعة البعث في محافظة حماة ارتداء القفازات بشكل روتيني ارتفعت هذه النسبة لتصل إلى 96.5% في جامعة تشرين في محافظة اللاذقية . كما أنها ارتفعت من 66.7% عند المرضى الأميين لتصل إلى 94.7% عند حملة الشهادات الجامعية .
أما بالنسبة للنظارات فقط 39.9 % من المرضى أيدوا ارتداء الطبيب لها بشكل روتيني هذه النتيجة مقاربة لما سجلته دراسة Mousa : 37% و كذلك العالم Porter و زملائه الذي سجل النسبة 37% لمرضى هونغ كونغ و 44% لمرضى بريطانيا . كما يلاحظ في هذه الدراسة أن 60.3 % من العينة لم يجيبوا عن أسئلة سبب ارتداء طبيب الأسنان للنظارات و من الممكن أن يعكس هذا التجاوب المنخفض نقصا في معرفة المرضى لخطورة انتقال العدوى من الطبيب للمريض عن طريق المفرزات الدمعية و كذلك انتشار العدوى من المريض إلى الطبيب عن طريق فضلات فم المريض إلى الفريق الطبي و العكس بالعكس .
كما يتبين من نتائج الدراسة بأن المرضى المستجوبين أيدوا استخدام القفازات بحماس أكبر من استخدام الكمامات و النظارات , و ربما يعكس ذلك شعورهم بأن القفازات أساسية لمصلحتهم و حمايتهم من الإنتان 51.9% , أما الكمامات فهي إحدى وسائل حماية طبيب الأسنان 59.3% مقابل 55.3 % يرون أنها لحمايتهم , و كذلك الأمر بالنسبة للنظارات 26.8% يرون أنها لحماية الطبيب مقابل 16.8% يرون أنها لحمايتهم .
و هذه النتيجة أقل مما وجدته دراسة Porter و زملائه حيث أشار 83% من المرضى إلى أن القفازات لحمايتهم , فيما أشارت دراسة Scottish بأن فقط 27 % من المرضى يعتقدون بأن ارتداء القفازات هو أحد طرق تقليل انتقال العدوى بين الفريق الطبي و المرضى .
و بالنسبة للجنس فلم تلحظ هذه الدراسة تباينا بين معارف الذكور و الإناث فيما يخص تدابير مكافحة العدوى و الفرق الإحصائي غير دال بالنسبة لاستخدام القفازات و الكمامة و النظارات و هذا يختلف مع دراسات أخرى كدراسة Mousa و زملائه و دراسة Bowden و زملائه اللتين لحظتا فرقا ذو دلالة إحصائية لصالح معارف الإناث و ربما يمكننا أن نعزو ذلك إلى الأهمية المتزايدة لموضوع ثقافة السيطرة على الإنتان بين سائر أفراد المجتمع . و يمكننا من خلال الدراسة أن نتبين دور مستوى الثقافة و درجة التعلم في انعكاسه على معارف هؤلاء المرضى و مستوى إجاباتهم مع اعترافنا بأنه لم يكن له ذلك الدور الجوهري و هذا يدل على أن الثقافة عند الإنسان يمكن تعزيزها عبر وسائل الإعلام و التثقيف المختلفة .
التوصيات و المقترحاتلاحظت هذه الدراسة خللا ما في قناعات المرضى و لذلك نقترح تسليط الضوء على هذا الخلل من خلال :
جذب وسائل الإعلام لانتباه الجمهور لكيفية انتقال الأمراض الانتانية ضمن العيادة السنية ;كالـ Influenza و الزكام الشائع و السل Tuberculosis و التهاب الكبد B و الإيدز AIDS و أمراض أخرى, و بيان أن القفازات و الكمامة و النظارات هي لحماية كل من الطبيب و المريض و هذا سيشجع المرضى على الاهتمام أكثر بمدى أمان العيادة السنية .
التأكيد على أهمية تدابير مكافحة العدوى في كليات طب الأسنان في القطر لتكون المنارة و القدوة الحسنة أمام الأطباء الممارسين في عيادتهم و لجعل موضوع تطبيق تدابير مكافحة العدوى الصارمة حالة ثقافة عند طلاب طب الأسنان أثناء تدريبهم و تعلمهم في الكلية.
* بحث علمي أصيل قبل للنشر في مجلة جامعة دمشق للعلوم الصحية بتاريخ 5/6/2006م .
إعداد الباحث
الدكتور عمار محمود مشلح