إعداد د. خلود البارون
أصدرت الجمعية الأميركية لطب الأسنان توصيات جديدة تتضمن تقليص فترة الزيارة الدورية للطبيب من 6 أشهر إلى 3 أشهر. لأن ذلك سيكفل اكتشاف المشاكل في بدايتها وقبل أن تصبح كبيرة أو متشعبة، مما يوفر الجهد والوقت والتكلفة على المريض والطبيب أيضا. فاكتشاف التسوس في بدايته وقبل أن يتغلغل في طبقة المينا أو يصل الى الجذر، يقي من الحاجة الى علاج العصب وتثبيت وتد وأمور أخرى.
من الناحية الجمالية، فالحاجبان والعين والأنف والفم وكل ما في الوجه له ذات الأهمية في مظهر الشخص. وعليه فإن اهمال صحة الفم ومظهر الاسنان الجميل قد يقوّض من وجاهة وجمال الشخص. ورغما عن اختلاف معايير الجمال من شخص الى آخر، فإن هناك معايير ثابتة لجمال الأسنان لا خلاف عليها. وتتضمن: اصطفاف أسنان خالية من التسوس والحفر بشكل متناسق ومن دون فجوات بينها. وأن تتمتع بلون فاتح وليس بالضرورة ناصع البياض، مع لثة ذات لون وردي يناسب لون جلد الشخص.
استغرب الدكتور أحمد المحيسن، اختصاصي تركيبات وتجميل وزراعة الأسنان، ومدير عيادة برايت، عدم اهتمام البعض بجمال الأسنان. فمثلما يعتبر جمال ونظافة الشخص وملابسه أمر في غاية الأهمية، فالاهتمام بصحة وجمال الأسنان يدل على اهتمامه بصحته ونظافته الشخصية وعلى مستوى ثقافته.
نهج التجميل قد يختلف:
تختلف مقاييس الجمال من مدرسة طبية الى اخرى، فبعض الأطباء يتبعون مدرسة او نهجا طبيا يركز على الوصول الى مقاييس الكمال والمثالية وتقليد الصورة الموجودة في كتب الاسنان المرجعية، التي يسميها البعض «ابتسامة هوليوود المثالية»، فيما تركز المدرسة أو النهج الطبي الآخر على الجمال الطبيعي، الذي يجمّل الأسنان من دون أن يسبب لها الضرر، حتى تظهر بيضاء ومتناسقة وبشكل ملائم لطبيعة الفم وشكل الوجه. ويعتمد الاختيار بين هاتين الطريقتين على ذوق الطبيب ومهارته وحسه الفني.
ومن المهم اختيار طبيب مؤهل ويتمتع بالحس الفني ويهتم بالتفاصيل ومعايير الجمال في عمله. حتى يثق المريض في خبرة الطبيب ورأيه، فيقول له «اختر ما هو الأفضل لي».
سبب ظهور الفراغات
بحسب الاستشاري د. المحيسن، فمن أهم أسباب ظهور الفراغات بين الأسنان:
ــــ تحرك الاسنان ديناميكيا باستمرار، وحتى التي تظهر مصطفة ومتراصة، فهي في حركة دائمة، وقد تتغير زاويتها مع الوقت، وتلتف ليتكون فراغ بينها. ويعزو ذلك إلى ما تتعرض له من ضغط وشد وتوتر شديد من قبل عضلات الفك وعملية المضغ.
ــــ فقدان سن بعد التعرض لحادث او اصابة بأمراض أدت الى خلعه او لسبب آخر.
ــــ حجم الأسنان الصغير نتيجة للعوامل الوراثية التي تحدد لون وحجم الأسنان، مما يسبب وجود الفراغات. وفي هذه الحالة يكتشف وجود فرق ما بين مجموع طول جميع الاسنان مقارنة بحجم الفك.
الحلول:
ــــ إذا كان سبب الفراغ يرجع لفقدان سن، فالحل هو تعويض السن، إما من خلال عملية الزراعة أو بتثبيت جسر يركب على السنين المجاورين حتى يعبئ الفراغ بينهما.
ــــ إذا كان السبب هو صغر حجم الاسنان، فالحل هو استخدام قشرة البورسلان. وإن كان في الاسنان حشوات كثيرة فستحتاج الى تركيبات للحفاظ عليها، ويفضل علاجها باستخدام التلبيسات الكاملة.
قشرة البورسلان
اللامينيت فينير واللومينير هي من أنواع تلبيسات قشرة البورسلان. وحول كل منهما قال الاستشاري: «بالنسبة الى اللومينير، فهو الاسم التجاري لقشرة ضعيفة جدا من البورسلان تتميز بلونها الابيض القاتم وغير الشفاف، مما يضفي على السن مظهرا غير طبيعي. وقد ابتكرت تقنية تلبيس هذه القشرة حتى تناسب ممارسي طب الاسنان العام، مما يتيح لهم الدخول في مجال تجميل الاسنان من دون حاجة للتخصص في التلبيسات والتركيبات. ويعزو ذلك الى سهولة تقنية تركيبها، فكل ما يحتاج إليه الطبيب هو أخذ قياسات السن ثم بعثها إلى المختبر حتى يتم إجراء التحضيرات اللازمة، وبعد ذلك تركب طبقة اللومينير الرقيقة على الأسنان مباشرة من غير بردها. وهي تقنية لا تصلح لجميع الحالات. فعدم برد السن ووضع طبقة القشرة عليه، سيزيد من حجمه ويبرزه قليلا إلى الأمام.
ويضيف: هناك نوعية من الجلد أو تقاسيم وجه تكون حساسة لأي تغير في الأسنان، فيترتب عن هذا التلبيس حدوث بروز في الاسنان والشفاه. وقد يشعر اللسان بهذا البروز ويضايقه ايضا. كما أن تركيب طبقة على الأسنان سيسبب تكون حافة بارزة عند اللثة، فتشكل منطقة لتجمع وترسب بقايا الطعام والبلاك وتكاثر البكتيريا، وهو ما يؤثر على صحة اللثة.
وهي أمور تتفاداها تلبيسات قشرة اللومينير، حيث يتم فيها ازالة طبقة رقيقة جدا من السن لتركب القشرة بشكل طبيعي، وغير مؤثر على المحيط من حولها. ولكن، هناك حالات خاصة وقليلة يناسبها ويفيدها تلبيس اللومينير. وعليه، فرأي الطبيب المؤهل والخبير، هو الفاصل في اختيار نوعية التلبيس والتركيبات الانسب التي تضفي جمالا من دون مشاكل جانبية.
• هل برد الأسنان يفقدها الصلابة؟
ـــــ يخشي الكثير من اجراء برد الاسنان الذي يسبق تلبيسها بالبورسلان، لاعتقادهم بان ذلك يسبب ترقرق وضعف صلابة السن. وهو امر صحيح لو خضع الشخص للعلاج عند طبيب غير مؤهل أو خبير، فقد يعمد الى ازالة طبقة كبيرة من السن ويدمره ويضعف قوته من دون داع. ولكن الطبيب الخبير يعرف أن تلبيس الفينير يتطلب ازالة طبقة رقيقة جدا من السن، وينتقي افضل طريقة للترميم والتجميل من دون ايذاء الاسنان ويحافظ على صلابتها.
عوامل تؤثر على قابلية التسوس
تعد طبقة مينا السن من اقوى طبقات الكلس في الجسم، لذا فيحتاج التسوس الى فترة طويلة نسبيا حتى ينخرها ويصل الى الجذر. ولكن سرعة او قابلية السن للتسوس تعتمد على عدة عوامل، ومن أهمها: النظام الغذائي، معدل تنظيف الفم والاسنان وكفاءته، ونسبة الاملاح في اللعاب وبيئة الفم الجرثومية (خاصة البكتيريا) وقوة السن التي تحددها العوامل الوراثية. ومن الوارد ان تتواجد كمية كبيرة من البكتيريا في الفم من دون ان تسبب تسوسا في السن او مشاكل، ويرجع ذلك الى عوامل وراثية وبيئية.
الشريك قد يكون السبب
اشار الاستشاري الى حالة منتشرة، قائلا: «لا يعتبر التسوس مرضا معديا ابدا، ولكن ما ينتقل بين الشريكين هو جراثيم الفم التي قد ترفع من فرصة حدوث التسوس. وللتفسير، فقد تشير الفتاة او الشاب الى عدم اصابته بالتسوس قبل الزواج، بينما تتكرر الاصابة بعد زواجهما. والسبب هنا لا يرجع للتغير في العادات الغذائية او روتين تنظيف الفم، بل هو تعرض بيئة الفم لنوعية جديدة من البكتيريا توجد في فم الشريك وذلك عند اختلاط لعابهما. وهو ما يحدث اختلالا في اتزان بيئة الفم الجرثومية، فيحدث التسوس».
مشاكل اللثة الجمالية
يعتمد لون اللثة على لون البشرة وعامل الوراثة، ولكن فقط يكون سبب لونها الغامق هو تعرضها لمواد سببت خشونتها مثل التدخين والامراض. فاللثة تحتوي على مادة الميلانين وكشأن الجلد تماما، فإن أي عامل يسبب الضرر او تنشيط هذه المادة يؤدي الى إفراز الميلانين للصبغة الغامقة وبالتالي تغير لون اللثة.
ويمكن تجميل لون اللثة من خلال جلسات التقشير اما باستخدام جهاز الليزر او تقنية التقشير بالألماس.
سبب التلون
يوجد في سطح الاسنان مسامات، يمكن ان تتجمع فيها المواد الصبغية الموجودة في الطعام تسبب تغير لون الاسنان. وهناك طبقتان تتأثر بالصبغات: فهناك الصبغات الخارجيةextrinsic، والصبغات الداخلية. Intrinsic.
- الصبغة الداخلية: تنتج عن تجمع صبغات الطعام في داخل مسامات السن وتغلغلها الى داخل السن مع مرور الوقت وتقدم العمر. كما تتغير طبيعته ولون مادة المينا مع تقدم العمر مثلما يتغير لون الجلد تماما.
- الصبغة الخارجية: تنتج عن ترسب الصبغات في طبقات السن الخارجية. ويمكن ازالتها من خلال جلسات التنظيف والتبييض. وغالبا ما يكون سببها الرئيسي هو ترسب صبغات طعام مثل القهوة والمشروبات الغازية السوداء والتدخين.
هل تقع التلبيسات مع الوقت؟
ــــ اذا استخدمت المواد الجيدة وتم تركيبها بحسب المعايير والارشادات الاساسية لطب الاسنان فلن تقع القشرة الى الابد. فهي مثبته بواسطة التفاعلات والروابط الكيميائية، التي تسبب تخللها في طبقة السن حتى تصبح جزءا منه.
النتيجة
بعد تلبيس كل سن على حده بقشرة البورسلان، ستكتسب الاسنان لونا وشكلا جميلا إلا انه طبيعي. ويجب الاستمرار في روتين التنظيف اليومي للأسنان بالفرشاة والمعجون والخيط بشكل طبيعي. بالإضافة الى الذهاب الى الطبيب دوريا لتنظيف الاسنان وفحصها. والجدير بالذكر، أن هذه القشرة تتميز بسطحها الزلق الذي يقلل من قابلية ترسب الصبغات وتغير اللون نتيجة لعدم التصاق المواد عليه، كما يسهل تنظيفها.
التبييض
تقوم البكتيريا بعمل طبقة لزجة على السن تساهم في زيادة ترسب الصبغات وتصعب التخلص منها. والحل هنا هو الخضوع لجلسة تنظيف وبوليش الاسنان حتى تزال هذه الطبقة السطحية، وتعود الاسنان الى لونها الفاتح.
اما ان كانت الصبغة قد ترسبت في الطبقة الداخلية، فالحل المبدئي هو الخضوع لجلسات التبييض. ويمكن الاختيار هنا ما بين طريقتين: إما الخضوع لجلسة التبييض في عيادة الاسنان او جلسات التبييض المنزلي. وبالنسبة لجلسة التبييض في العيادة، فيتم فيها وضع المادة الفعالة على الاسنان وتسليط ضوء معين عليها لتنشيطها وتسريع عملها.
أما الطريقة الثانية، فيقوم الطبيب بصنع قالب خاص لفك الشخص ويصرف له المادة الفعالة ويرشده الى طريقة الاستخدام في المنزل. حتى يمكنه تطبيق العلاج في الوقت الذي يريحه. وبالمقارنة ما بين جلسات التبييض في العيادة وتلك المنزلية، فجلسات العيادة لها تأثير فوري وسريع، فخلال 40 دقيقة يحصل الشخص على النتيجة التي يرغب فيها. أما العلاج المنزلي فيتطلب ذلك الاستخدام المتكرر لفترة تمتد ما بين اسبوع واشهر، ولكنها تتم خلال الوقت الذي يريح الشخص وبطريقة تدريجية ويتحكم فيها بدرجة البياض المرغوب فيها.
واذا لم تنفع هذه الطريقة في الوصول الى درجة البياض التي يرغب فيها الشخص، فيمكن استخدام القشرة التجميلية.
آليتها
تعتمد تقنية تبييض الاسنان على وضع مادة على الاسنان والتي بدورها ستعمل على اخراج المعادن (الفوسفات و الكالسيوم) التي تلتصق فيها الاصباغ الى خارج السن حتى يفقد السن الصبغات. وتستخدم عدة انوع من الموجات لتنشيط عمل هذه المادة، مثل الاجهزة التي تستعمل الاشعة فوق البنفسجية، والليزر الخفيف واشعة بلازما الضوئية.
جهاز البلازما
أضاف الدكتور قائلا: «أفضل استخدام جهاز البلازما لجلسات تبييض الاسنان لعدة اسباب. مثل: يتسبب بأقل درجة من التحسس ولمدة اقل من الزمن مقارنة بالأجهزة الاخرى. كما انه علاج بارد وليس حارا مثل الليزر.
هل تسبب ضعف الاسنان؟
يخشى البعض من جلسات تبييض الاسنان نتيجة الاعتقاد الخاطئ بأنها تضعف قوة الاسنان. فالتبييض يعتمد على استخدام مادة تقوم بإخراج املاح الاسنان (كالفوسفات والكالسيوم) وما تحمله معها من صبغات الى خارج الاسنان. مما يترك الاسنان اكثر مسامية وحساسية، ومن هنا جاء الاعتقاد بانها قد تضعف السن. ولكن ما يجب إدراكه هو ان الاملاح موجودة في اللعاب طوال الوقت، مما يعوض الاسنان فوريا ومباشرة فيختفي التحسس مع امتلاء الاسنان بالمعادن مرة ثانية. فلا تضعف الاسنان أبدا.
ونتميز في عيادة برايت بوضع مادة تحتوي على جرعة عالية وطبية من املاح الفلوريد على الاسنان بعد الانتهاء من جلسة التبييض. فتتغلغل أملاح الفلورايد في الاسنان لتصبح بعد جلسة التبييض بيضاء واكثر قوة.